5/28/07

مواصفات السيّارة المصرية


يرى البعض انه في حالة ازدهار سوق السيارات في مصر يمكن ان تصبح مصر متحكمه في مواصفات السيارات الي تدخل الي اراضيها مثل الخليج فالشركات تقوم بعمل سيارات مكتوب عليها مواصفات خليجية لتتناسب مع طبيعتها لو تحقق هذا الحلم بان تضع مصر مواصفات خاصه تشترط علي السيارات التي تجوب اراضيها تكون هذه هي المواصفات


1

استبدال أكصدامات السيارات البلاستيكية بمواسير من الصلب وتصنيع جسم السيارة نفسه من الصلب عالى المقاومة حتى تخرج السيارات من الحوادث بدون أضرار

2.

استبدال إشارات الدوران الصفراء بذراع آلى يشبه الذارع الآدمى يخرج من الشباك لتنبيه الآخرين الى الرغبة فى الالتفاف

3.

تركيب بريمة بمقدمة كل سيارة يستطيع بها قائد السيارة ثقب السيارات التى تزاحمه وتفريغ مكان لسيارته

4.

إستبدال الكلاكس بشتامة كهربائية تكون مزودة بذاكرة تتسع ل 32 شتيمة على الأقل يمكن إطلاق كل منها بضغطة على الزر الخاص

بها فى تابلوه السيارة ويمكن اعادة برمجتها بشتائم جديدة.. هذا سيؤدى بالطبع لى رواج سوق جديدة لأحدث الشتائم، ونشاهد محلات مكتوب عليها: أحدث رنات المحمول وأحدث شتائم السيارات

5.

تركيب سماعات الكاسيت خارج السيارة حتى يستطيع قائد السيارة ازعاج الآخرين لأقصى درجة دون ان تتأذى أذناه

6.

تركيب أعمدة هيدروليكيه لكل سيارة يستطيع بها قائد السيارة رفعها وركنها فوق سيارة أخرى بدلا من الانتظار صف ثانى

7.

عمل مكان للوحة ذات خلفية مضيئة فى خلفية السيارة ليستخدمها السائق فى كتابة ما يرغب على سيارته من عبارات درء الحسد أو وضع أسماك او سمكة قرش وخلافه

8.

تزويد السيارات بجنازير حديدية بدلا من العجلات للتعامل مع مطبات مصر

9.

تزويد السيارات بمصابيح ليزر بجوار المصابيح الامامية ليستطيع سائق كل سيارة اصابة سائق السيارة المقابلة بالعمى لكى يطفئ النور المبهر

10.

استبدال زجاج السيارات بزجاج مسلح لا ينكسر تحت وطأة الأشياء العجيبة التى تلقى على السيارات من طوب وخلافه

11.

إضافة مرتبة مريحة الى كبوت السيارة والشنطة الخلفية لكى يتمكن طلبة المدارس والشباب المتحابين من الجلوس على السيارات براحتهم دون اصابتها بأضرار

12.

تطوير جهاز إنذار السيارة بحيث لا ينطلق فقط اذا تم فتح السيارة عنوة ولكن ينطلق ايضا اذا سرقت المساحات او باكتات السيارة او علامات السيارة الأمامية والخلفية او اشارات الالتفاف

13.

تعديل محركات السيارات لتعمل ليس فقط مع البنزين 90 المستخدم فى مصر بدلا من البنزين 95 المستخدم فى كل العالم ولكن أيضا لتعمل بمية الطرشى ومياه الصرف الصحى ومياه غسيل السيارات وكل الإضافات القيمة التى تضيفها محطات البنزين فى بلدنا المحروسة الى الوقود

14.

إضافة سلالم جانبية للسيارات ليتمكن أرباب لأسر كبيرة العدد من إركاب أفراد اسرهم على جانبى السيارة وخاصة فى المصايف بدلا من وضعهم على الكبوت – مع إضافة عدد كافى من احزمة الأمان على السلالم حتى يتحقق عنصر الأمان فى السيارة

15.

استخدام دهانات الجليز الغير قابلة للخدش والمستخدمة لتلوين السيراميك فى دهان جسم السيارة الخارجى حتى لا تتحول السيارات الى معارض فنية لأعمال طلبة المدارس من حملة المفكات

16.

إضافة شيشة كهربائية ومكان لتخزين المزاج فى سيارات النقل حتى يستطيع السائق التألق فى العمل

17.

تزويد سيارات النقل بجهاز قيادة آلية يعمل تلقائيا اذا نام السائق او انسطل ويقوم بقيادة السيارة حتى يركنها بهدوء امام أقرب غرزة بدون اقلاق راحة السائق

18.

إلغاء كل ما هو الكترونى فى السيارات وكل قطع الغيار التى لا يمكن خراطة مثلها او لا يمكن تفكيكها حتى يستطيع الواد بلية التعامل مع السيارة

19.

كل السيارات المصدرة الى مصر يجب ان تكون من الاول: راشة دواخل.. حتى لا تفقد السيارة قيمتها بعد اول حادثة
*******

بهذا -فقط- تتحقق فعلا مقولة: سيارة مناسبة لطبيعة الأراضى المصرية
*******

5/11/07

مفسحاتي كلاب‏..‏ بالليسانس‏!


لم أكن أتصور حقا أن أشاهد بعيني شابا زي الورد يقبل أن يعمل بعد أن داخ السبع دوخات ـ وشهادة الجامعة قد بارت وفسدت في جيبه ـ في آخر المطاف

مفسحاتي كلاب‏!‏

لا تتعجبوا أو تضحكوا‏..‏ أي والله يأخذ كلاب الست أو البيه إلي الطريق للفسحة والترويح وقضاء وقت سعيد في أحضان الطبيعة‏..‏ ثم يعود بعد ساعتين أو ثلاث‏..‏ والراتب آخر الشهر ثلاثمائة جنيه‏!‏

ولأن حكومتنا الإلكترونية الذكية الرشيدة قد خلعت يدها من زمان من بند توظيف الشباب الذي شقي العمر كله وشقي الأهل معه ودفعوا دم قلبهم حتي حصل علي الشهادة المأمولة‏..‏ وأصبح لدينا نحو‏4‏ ملايين شاب وشابة زي الورد المفتح‏..‏ كل واحد يهد بعافيته حيطة بحالها‏..‏ جالسون وجالسات إما في البيوت أو علي المقاهي أو متسكعين علي النواصي‏..‏ أو مبرشمين ومخدرين ومكتئبين ولا الضالين‏..!‏فإنه قد أصبح مشهدا مألوفا وعاديا أن تشاهد شابا يفسح كلابا وأجره علي الله‏..‏ تماما كما فعل عادل إمام في فيلم رجب فوق صفيح ساخن مع سعيد صالح‏..‏ عندما اكتشف أن الوظيفة المتاحة له بعد أن خسر الجلد والسقط هو مفسحاتي كلاب‏!‏

وتندرنا أيامها علي شغلانة مفسحاتي كلاب وضحكنا علي رجب وهو يفسح الكلاب واعتبرناها نكتة قبل نحو ربع قرن‏..‏

كما ضحكنا علي عادل خيري في مسرحية إلا خمسة قبل أربعين عاما‏..‏ عندما طلبت منه ماري منيب أن يفسح الكلبة زهرة‏..‏ وقال عادل خيري أيامها عبارته الشهيرة‏:‏ مفسحاتي كلاب بالليسانس‏..‏ يا بلاش‏!

ولكن تغيرت الأيام في كل حكومتنا الإلكترونية الذكية الرشيدة نصيرة الغلابة وأبناء البطة السوداء‏..‏ وأصبحت النكتة حقيقة‏!‏

والحكاية والرواية أن الزميلة نهي صادق الصحفية النشيطة التي تمتلك طاقات صحفية هائلة لم تكتشف بعد‏..‏ فاجأتني يوما بقولها‏:‏ عاوز تشوف حاجة فوق تصور العقل؟‏!

‏وعندما قلت لها‏:‏ قولي‏..

‏قالت‏:‏ شباب بالليسانس والبكالوريوس داخ السبع دوخات علي وظيفة في الحكومة‏,‏ أو غير الحكومة مالقاش‏..‏ وفي الآخر راح اشتغل مفسحاتي كلاب‏!‏

قلت بدهشة‏:‏ معقولة‏..‏ فيلم عادل إمام ومسرحية الريحاني أصبحت حقيقة‏!‏

قالت‏:‏ تعال معي لأريك بعينيك‏!‏

*******

مفسحاتي كلاب بـ‏300‏ جنيه‏!‏

نحن الآن في حي الزمالك علي الكورنيش المطل علي النيل‏..‏ كان هناك شاب يمسك بلجام ثلاثة كلاب صغيرة من نوع اللولو وكلب آخر في حجم الأسد الغضنفر من نوع البولدوج‏..‏ الكلاب تجري هنا وهناك سعيدة بالنيل والهواء العليل‏..‏كنت أرقب المشهد الأخير لشباب مصري تعلم وتعب وسهر الليالي حتي حصل علي الشهادة‏..‏ وفي النهاية لم يجد أمامه إلا شغلانة مفسحاتي كلاب‏!‏

تقدمت إليه الزميلة نهي صادق واستوقفته‏..‏ ودار بينهما حوار كنت أسمعه ولم أشارك فيه‏:‏

لا يهم اسمه هنا‏..‏ سألته‏:‏ انت بتعمل إيه؟

قال‏:‏ زي ما انتي شايفة بفسح الكلاب الظراف دول‏!‏

سألته‏:‏ بتوعك؟

قال‏:‏ لأ‏..‏ دول بتوع سعادة البيه والست هانم‏!‏

سألته‏:‏ انت خريج إيه؟

قال‏:‏ معايا ليسانس حقوق من سبع سنوات‏..‏ وتعبت كتير أدور علي شغلانة بالمؤهل العالي مافيش‏..‏ رحت مكتب محاماة أتمرن ببلاش‏..‏ وبعدين زهقوني في عيشتي‏..‏ شغلوني مرمطون في المحاكم ببلاش سنة بحالها‏..‏ طفشت‏..‏ وبعدين جماعة أصدقائي عرضوا علي وظيفة مغرية وهي بالإنجليزي‏DogMan..‏ وترجمتها عندنا مفسحاتي كلاب‏!

‏تسأله‏:بكام في الشهر؟

قال‏:‏ بــ‏300‏ جنيه‏..‏ يعني تطلع فسحة الكلاب في اليوم لمدة‏3‏ ساعات بــ‏10‏ جنيهات‏!

‏تسأله‏:‏ مبسوط؟

قال‏:‏ مبسوط واللا زعلان‏..‏ طبعا موش مبسوط لكن أهه شغلانه بدل ما أنا قاعد لهم في البيت زي قرد قطع‏!‏

الكلاب تزمجر وتتلمظ وتهوهو‏..‏ وكبيرهم البولدوج يفتح فمه علي الآخر‏..

‏ يستأذن الشاب بقوله‏:‏ معلهش بقي عن اذنك لحسن الكلاب ركبها العصبي‏!‏

*******

‏صبي عالمة‏..‏ بالبكالوريوس*‏

طابور أبناء البطة السوداء في بلدنا طال واستطال بعد أن ظهر في حياتنا شيء اسمه الواسطة التي أصبحت لها كل السلطان والصولحان في تعيين الشباب مؤهل أو بدون مؤهل للأهالي الذين لهم ظهر وسند وحائط يستندون إليه من كبار القوم وحضرات النواب الأفاضل والكبراء والوزراء وكل من يملك في يده قلم الإمضاء‏..‏

حتي إن موظفا أروبة من نوع فتحي أفندي بتاع وزارة الزراعة الذي طلع علي المعاش بدري بدري وأصبح مقره ومستقره علي قهوة عجوز في حارة جوانية في ميدان الدقي

قال لي‏:‏ تصدق بالله كل الوظائف التي يعلنون عنها في الصحف‏..‏ مطلوب موظفين‏..‏ مطلوب مهندسين‏..‏ مطلوب أطباء وصيادلة‏..‏ مطلوب حتي عمال مجاري‏..‏ وييجي الأولاد والبنات يدفعوا رسم الاشتراك في الامتحان وهو لا يقل عن خمسين جنيها‏..‏ شوف بقي كام ألف متلطم ومتلطمة علي وظيفة في بلدنا‏..‏ يبقي المجموع كام ألف جنيه‏..‏ وتعقد لجان الامتحانات‏..‏ والأولاد والبنات والآباء والأمهات صابرين صبر أيوب علي ما تطلع النتيجة‏..‏ والوظائف مشغولة بالفعل من سنة بأصحاب الوسايط وأبناء كبار الموظفين من أبناء البطة البيضاء‏..‏ يعني الإعلان كده منشور في الجرايد مجرد سد خانة حسب القوانين واللوائح‏..‏ وعندما يذهب الأولاد والبنات ليسألوا عن النتيجة‏..‏ فالجواب جاهز‏:‏ لم ينجح أحد‏..‏ ومن امتي ولاد البطة السوداء بينجحوا؟‏!

‏موظف آخر علي المعاش أيضا يجلس إلي جواره واضعا همه في جذب أنفاس من شيشة تقطع القلب‏..‏

قال لي‏:‏ سأحكي لك حكاية جار لنا موظف مثلي له ابن حيلة‏..‏ يعني مافيش غيره‏..‏ بعد ما تخرج في كلية التجارة حفيت رجليه عشان يوظفه‏..‏ مافيش‏..‏ سنة سنتين خمسة مافيش‏..‏ وفي يوم الولد جه لأبوه

وقاله‏:‏ أنا لقيت وظيفة مؤقتة في كباريه‏..‏ حارس ليلي‏..‏

بكام يابني؟

قال له‏:‏ بــ‏400‏ جنيه في الشهر‏..‏

كويس‏..‏ رضا‏..‏

الولد بدأ يسهر من الساعة عشرة بالليل لحد الصبح‏..‏

وفي ليلة الفار لعب في صدر الأب قام واخد بعضه وراح يشوف ابنه‏..‏

ودور عليه في الملهي الليلي ما لاقاهوش‏..‏ سأل اللي واقفين علي الباب ماحدش شاف حسن؟

قالوا‏:‏ احنا نعرف بس سونة‏..‏

قال لهم‏:‏ وروني سونة ده‏!‏

قالوا له‏:‏ بعد نمرة الرقاصة‏!‏

انتظر الأب وتفرج علي الراقصة اللهلوبة والهليبة السكاري يلقون عليها أوراق البنكنوت‏..‏ من أين أتوا بها لا أحد يعرف‏..‏

وإذا بابنه المصون يخرج من وراء الستار ليلم النقطة من علي أرض البيست ويختفي خلف الستارة مرة أخرى‏!‏

يعني اكتشف بعد مشوار تعليم وصرف طوله ستة عشر عاما‏...‏ أن سونة أو حسن ابنه خريج الجامعة يعمل آخر الليل‏..‏ صبي عالمة‏

..‏ يابلاش‏!

قلت‏:‏ يعني دور أحمد آدم في فيلم ياتحب ياتقب أصبح هو الآخر حقيقة‏!

*******

ألاعيب القطاع الخاص‏!‏‏

ولأن الحكومة الإلكترونية الذكية المصونة قد خلعت يدها من توظيف الشباب ونفضت يدها من هم التوظيف وسنينه‏..‏

ولم يعد هناك خطابات تعيين ولا يحزنون‏..

‏ولأن الشباب يعرف أحوال بعضه البعض‏..‏ ويعيش آماله وأحلامه وأحزانه وأوجاعه معا‏..‏

فقد طلبت من الزميلة الصحفية الشابة نهي صادق أن تقتحم مجتمع الشباب الجالس تحت شجرة الأمل بلا عمل‏..‏ وطابورهم يقف فيه الآن ـ حسب الإحصائيات الرسمية ـ نحو‏3‏ ملايين شاب وشابة من خريجي الجامعات والمعاهد العليا والمتوسطة‏..‏ وحسب أرقام المؤسسات الدولية ضعف هذا الرقم ويزيد‏..‏ يضاف إليهم كل سنة علي الأقل‏400‏ ألف خريج وخريجة أدارت الحكومة المصونة ظهرها لهم وتركتهم لألاعيب القطاع الخاص الذي يأكلهم لحما ويرميهم عظما‏..‏

بلا تأمينات اجتماعية‏,‏

وبلا أي ضمان‏,

‏ وبلا علاج‏,‏

وبعقود احتكارية برواتب وهمية يصرفون شهرا ويتوقفون شهورا‏..‏

ولا يستطيع أي واحد منهم أن ينطق أو حتي يشكو‏..‏

ففي ملفهم شيكات موقعة منهم وكمبيالات تودي في داهية‏..‏

ومن يعترض‏..‏ الشارع في انتظاره‏!

‏غابت أسبوعا وعادت

تقول لي‏:‏ سأحكي تجربتي الشخصية قبل التعيين‏..‏ وهي تستحق التسجيل لأنها صورة حقيقية لما يعانيه الشباب‏..‏ كل الشباب هذه الأيام‏:

‏لقد تخرجت عام‏99‏ في كلية الآداب قسم اللغة الإسبانية وكلي آمال وطموح أن أحصل علي وظيفة تتناسب مع مؤهلي‏..‏

وبدأت أطالع جميع إعلانات الصحف‏,‏ وكان التركيز علي شركات السياحة‏,‏ ولأنني لا أملك أي وساطة وليس لي قريب كبير‏..‏ أو وزير‏,‏ أو نائب في البرلمان‏..‏ فلم أستطع الحصول عليها‏..‏

وأشار علي البعض بأن الكمبيوتر هو المستقبل‏..‏ فتوجهت إلي أحد المراكز العالمية المعتمدة لأخذ بعض الدورات التدريبية‏..‏ وعاودت مرة أخري البحث‏..‏ إلا أنني وجدت المتاح أمامي هو سكرتيرة تنفيذية لمدير أو مسئول‏..‏

وبدأت أتوجه إلي الشركات لتقديم أوراقي‏..‏ ولكنني وجدت نفسي أقع في فخ‏,‏ وأن الوظيفة المتاحة هي مندوبة مبيعات‏..‏ وأن الإعلان عن الوظيفة مجرد تورية وباب خلفي لأشياء غامضة كثيرة‏..‏ فقد رفضت وبدأت الإغراءات تتساقط علي من كل جهة‏..‏

ياعبيطة خلال شهور سيصل راتبك إلي‏3‏ آلاف جنيه‏..‏ إذا استطعت تحقيق جدارتك وارتفاع أرباح الشركة من خلالك‏!..‏

ولكني رفضت‏..‏ولم يتملكني اليأس‏..‏ وحاولت في طريق آخر وهو مجال الترجمة‏,‏ حيث إنني أتقن ثلاث لغات وتوجهت إلي جميع سفارات دول أمريكا اللاتينية‏..‏ ولكن مع الأسف طلبوا خبرة خمس سنوات‏,‏ وانغلق باب آخر من الأمل في وجهي‏!‏

واستمر الحال لمدة عامين كنت خلالها قد طرقت جميع الأبواب للعمل‏,‏ ولكن دون جدوي‏..

‏وفي النهاية وضعت الشهادة الجامعية علي الحائط والنزول إلي أرض الواقع للعمل في أي شيء‏..‏ إلا بمؤهلي الجامعي‏!‏

وفعلا استطعت أخيرا العمل بإحدي المجلات وبدأت اتجاهاتي نحو الكتابة تظهر برغم أنه كان مجالا بعيدا كل البعد عن تخصصي‏!‏

ولأن طوابير الشباب المصلوبة تحت شمس الوظيفة المعتمة‏..‏ قد تلطمت بها الدنيا بحثا عن خرم ابرة توكل عيش‏..‏ فقد بدأت شركات تطفو علي سطح مجتمعنا منذ أعوام قليلة تسمي شركات توظيف الشباب‏..‏ الغرض منها توفير فرصة عمل لكل شاب‏..‏ ولكن يبدو أنها ستار لما هو أكثر من ذلك‏..‏ أوهام‏..‏ أحلام‏..‏ أو حتى عمليات نصب‏!
*******

التقينا بنماذج من شباب وشابات حفيت بهم الأقدام‏..‏‏

وتقول هنا لبني‏:‏ لقد سمعت عن إحدي هذه الشركات من إحدي صديقاتي التي أكدت لي أن هذه الشركة توفر فرص عمل في وقت قصير‏..‏ فتوجهت بالسيرة الذاتية وكلي آمال بعد أن انغلق أمامها الكثير من الأبواب‏..‏ وكانت الصدمة الأولي التي واجهتها أن هناك شروطا للتقديم للحصول علي وظيفة‏.

‏ــ ازاي؟

أولها‏:‏ دفع رسوم ملء استمارة التقديم تبلغ قيمتها‏100‏ جنيه حتة واحدة‏..‏ لجدية التعاقد مع الشركة‏!‏

وثانيها‏:‏ عند الحصول علي الوظيفة يتم خصم نصف راتبي ليعود لشركة التوظيف كعمولة لها باعتبارها الوسيط بينها وبين الشركة‏,‏ وذلك لمدة ستة أشهر‏!‏

ولأن الغاية تبرر الوسيلة وافقت وأبلغوني خلال أسابيع سأتلقي الرد حتما‏..‏وانتظرت طويلا‏..‏ أسابيع وشهور‏,‏ ولكن دون جدوي‏,‏ وقمت بالاتصال بالشركة المذكورة لمعرفة الجديد‏,‏ ولكن كانت الصدمة الثانية وهي أنه لم يتم إيجاد فرصة عمل تتناسب مع مؤهلي الجامعي‏,‏ لأن تخصصي نادر‏..‏ علما بأنني خريجة كلية الألسن قسم لغة فرنسية‏.‏أين النادر هنا بالله عليكم؟

وعندما طلبت استرجاع المائة جنيه الرسوم‏..‏ رفضت الشركة لأنه كما يقال البضاعة لا ترد ولا تستبدل‏!

..‏حتي أحلام الشباب وآمالهم أصبحت تجارة في أيدي قلوب بلا رحمة ولا شفقة‏!

‏*******

‏كنّاس بالليسانس

ولأن المضطر يركب الصعب‏..‏ فقد عثرنا عليه أمام إحدي الشركات الخاصة‏..‏ شاب في ريعان شبابه‏..‏ هيئته ونضارته وشبابه تتحدث عنه‏,‏ وكما يقول البعض ابن ناس‏..‏

كان يحمل مقشة ويقوم بكنس الشارع أمام الشركة‏,‏ ولأن فضولي الصحفي أخذ يلح علي لمعرفة حكاية هذا الشاب‏..‏

فقد قمت بسؤاله‏:‏ إيه حكايتك؟

قال لي‏:‏ زي أي شاب كان بيحلم أنه يشتغل‏..‏ لقد تخرجت في كلية العلوم عام‏2000..‏ يعني من سبع سنين‏..‏ ولأنني كنت من المتفوقين كان أملي أن أعمل معيدا بالكلية‏..‏ ولكن لأنني لست ابن دكتور أو عميد كلية لم أستطع الحصول علي هذه الوظيفة التي من حقي‏..‏ وبدأت أبحث عن وظيفة أخري‏..‏ وعلمت أن الحكومة ـ أو بمعني أدق وزارة القوي العاملة ـ تقوم بإرسال خطاب لكل خريج لإخطاره بالوظيفة المناسبة‏..‏ ولكن يبدو أنني كنت أحلم بحكومة أخري‏,‏ ودولة غير الدولة‏..‏ وانتظرت كثيرا‏..‏ ولكن الحكومة المصونة كذبت ظني وأرسلت إلي خطاب تعييني بإحدي مدارس القري النائية التي تبعد عن القاهرة بثلاثمائة كيلو وبراتب قدره‏180‏ جنيها في الشهر‏..‏ وتوجهت إلي هذه المدرسة‏..‏ ولكن كانت الصدمة الكبري أن المدرسة لديها عدد كاف من المدرسين‏,‏ والمتاح حاليا هو مدرس ألعاب‏..‏ فرفضت وبدأت رحلة العذاب من جديد‏..‏ عن وهم اسمه الوظيفة‏..‏ طرقت كل الأبواب ولم أجد حتي وجدت أمامي طريقا واحدا هو ترك المؤهل جانبا‏,‏ والتخلي عن كل أحلامي‏,‏ وبالفعل وجدت هذه الوظيفة كناس بإحدي الشركات المتخصصة التي أتقاضي منها‏300‏ جنيه كل شهر‏+‏ إنني أعمل بعدها كحارس ليلي حتي أستطيع أن أعيش‏!

‏*******

جليسة أطفال‏..‏ ولكن‏!

‏‏وتروي لنا هذه الشابة المليحة خريجة كلية الألسن قسم إيطالي قصتها مع الوظيفة‏..‏

قالت‏:‏بحثت كثيرا للحصول علي وظيفة تتناسب مع مؤهلي ولكن دون جدوي‏,‏ حتي قرأت إعلانا يقول‏:‏ مطلوب جليسة أطفال براتب مغري‏..‏ فتوجهت إلي العمل عند إحدي الأسر‏..‏ ولكن مع الأسف واجهت الكثير من المتاعب‏,‏ حيث تعرضت لكثير من المضايقات المعروفة من قبل رب الأسرة‏..‏ وعندما اكتشفت زوجته الأمر قامت بطردي شر طردة‏!‏وتحملت الصدمة وذهبت للعمل بأحد المطاعم كنادلة‏,‏ يعني جرسونة‏..‏ ولكن لم تتركني المتاعب والمضايقات إياها من صاحب المطعم‏,‏ أو من الزبائن‏!‏وقامت في رأسي فكرة جنونية‏..‏ وهي تأجير أحد الميكروباصات السرفيس وقيادته بنفسي‏..‏ فهو مشروع مربح‏!‏وبالفعل مع مرور الأيام بدأت أكسب الكثير‏..‏ ولأننا نعيش في مجتمع شرقي يرفض قيادة الفتاة لسيارات الركاب‏,‏ فقد تعرضت لاعتداء آثم من مجموعة من الشباب في أثناء ركوبهم الميكروباص‏,‏ ولكن ستر الله وتدخل أهل الخير في آخر لحظة أنقذني من براثن الذئاب البشرية‏!‏ولم أيأس‏,‏ وقمت بشراء بعض أدوات التجميل وبيعها للبوتيكات ومراكز التجميل‏,‏ وأكسب علي الأقل‏400‏ جنيه شهريا‏!‏‏

*******

الشرطة رحيمة بالغلابة‏!‏‏

نموذج آخر من العذاب يتمثل في ياسر الفرماوي الذي يروي مأساته‏..

‏ يقول‏:‏لقد تخرجت في كلية التجارة عام‏2001,‏ وبحثت كثيرا للحصول علي وظيفة‏,‏ ولكن دون جدوي‏..‏ وأخيرا قمت بشراء تليفون محمول‏,‏ ونصبت في الشارع لوحة مكتوبا عليها‏:‏ الدقيقة بــ‏50‏ قرشا واتكلم براحتك‏.‏ولأن حكومتنا العظيمة دائما في يقظة للناس الغلابة وغافلة عن الفاسدين‏..‏ فقد جاءت شرطة المرافق وقامت بالقبض علي بوصفي مجرما خطيرا وسحبت المحمول‏,‏ ووجهت إلي تهمة عمل دون ترخيص‏!‏ولم أجد أمامي إلا أن أتوجه كل يوم إلي مكتب التلغرافات لإرسال برقيات إلي جميع المسئولين‏,‏ منهم رئيس مجلس الشعب‏,‏ ورئيس مجلس الوزراء‏..‏ وكان مضمون الرسالة‏:‏ ياسيادة رئيس مجلس الوزراء‏..‏ إنني بدأت أنهار‏..‏ أنا تعبت خلاص أرجوك شوف لي حل‏..‏ قبل ما أضيع‏..‏ حتي المحمول أخذوه مني‏..‏ طب أعمل إيه‏!..‏ رد علي سيادتك قبل ما أنتحر‏!‏توقيع‏:‏ ابنك ياسر

الفرماوي‏!

*******************

غير لائق اجتماعيا‏!‏‏

مأساة أخري لشباب ضائع‏..‏

كما تقول نهي صادق‏..كنت متوجهة إلي وسط القاهرة العاصمة‏..‏ وركبت تاكسيا لزحام الشوارع‏..‏ ولأن فضولي الصحفي يطاردني‏..‏ وإنما شعرت بأن سائق هذا التاكسي وراءه حكاية غريبة‏..‏ فنكشته في الكلام لسؤالي له‏:‏ اخبارك إيه؟

وكأنه كان ينتظر هذا السؤال‏..‏ فراح يفضفض

ويقول إنه تخرج منذ عام‏99‏ في كلية تجارة خارجية‏,‏ وحاول أن يجد وظيفة ولكن دون جدوي‏,‏ وكأي شاب مكافح قام بشراء تاكسي بالقسط للعمل عليه ومساعدته في العيش ونجح في وظيفته الجديدة‏..‏ وأصبح ولدا كسيبا‏..‏ولكن عندما توجه إلي خطبة إحدي الفتيات رفض أهلها لأن وظيفته غير لائقة اجتماعيا‏..‏ ولا تليق ببنات الناس‏!

‏*******

أيها السادة ماذا نحن فاعلون لشباب مثل الورد المفتح يحمل في صدره آمالا عظاما‏..‏ وفي قلبه مرارة‏,‏ والحكومة الإلكترونية تركته لذئاب القطاع الخاص؟الطوابير طويلة والأعداد مهولة‏..‏أيها السادة إنهم قنبلة موقوتة تجلس الآن علي المقاهي وفي الشوارع وفي البيوت وغربان الكآبة والعنف والتطرف والإدمان والضياع تحلق فوق رؤوسهم‏.!‏إنهم لا يريدون منا أكثر من عمل شريف ودائم وآمن‏..‏ هل هذا كثير علي من ندخرهم للأيام الصعبة؟

‏ *******

-عـزت السـعدني-

4/10/07


يجدر بالرجل أن يختصر الطريق الى حياة زوجيّة هادئة لو أنه التزم بالمباديء التالية تسليماً بالأمر الواقع
********
الغيرة هي سبب المتاعب في الحب، وفي الزواج، الفلوس سبب كل المشاكل.. فاعطها كل مايدخل جيبك واسترح، واتعظ بروميل القائد الألماني الذي اشتهر بثعلب الصحراء، فقد استطاع أن يخفي تحركاته عن جيوش الحلفاء ولكنه فشل في أن يخفي دخله عن مدام روميل

********
اعطِ زوجتك الأمان.. فهي تعرف أن الرجل عبيط وسهل الوقوع في الشراك النسائية، فتجنب كل مايثير شكوكها، ولا تدخل البيت مكتئب السحنة حتى لا تعتقد زوجتك أنك مهموم للقائها، كذلك لا تدخل متهلل الوجه حتى لا تعتقد أنك راجع من راندِفو

********
دع زوجتك "تبرطم" دون أن تدقق كثيراً في الكلمات التي تلعن بها العيشة معك، فهذا التنفيس ضروري للزوجة، وفي ذلك قيلت الحكمة المأثورة: التنفيس خير لك من أن توضع في الكيس

********
كن متسامحاً مع زوجتك، فمما يعقّد الأمور كثيراً تمسّك الزوج بكبريائه

********
اذا كان لا بد من التفاهم حول موضوعات أسريّة هامة وأصررت على رأيك، فليكن ذلك بينك وبينها في غرفة مغلقة حتى لاتضيع هيبتك أمام الأولادفي مناقشة الخلافات.. الزوج المهذب لا ينطق العيب أبداً، أما الزوج العاقل فلا ينطق إطلاقاً

********
امتدح مهاراتها في طهو الطعام، ولا مفر من تدريب نفسك على مذاق طعامها

********
احترس من الوقوع فى مصيدة التناقض خلال أحاديثك معها، فاحتفظ فى مكان عملك بمفكرة صغيرة تدون فيها أكاذيبك عليها اولاَ بأول

********
من وقت لآخر انتهز فرصة غيابها فى الخارج هى والأولاد لكي تأخذ راحتك فى البكاء
********

4/6/07

عزيزى جمعة


لما الانترنت دخل الدول العربية كان في البداية مافيش بريد الكتروني بالعربي وكان بطل القصة دي عايز يبعت إيميل لصاحبه جمعة ولكن لضعفه في اللغة الإنجليزية كتبها بالشكل التالي ملحوظة: لو مافهمتش حاجة ماتشكش في قدراتك اللغوية لكن إقرأ الترجمة وإنت توصل
********
Dear Friday,
First yesterday I was walking in the lady and I saw a peice of religion of girl... She was egg and sweet,
I said: Ya Earth keep what on you
She said: poison like that
I said: you who is poison poison Ya beautiful
She said: Yes yes, soul of your mother... collect yourself or I will collect the street on you, omar
I said: I die in the cream, the boon on me I'll write the book on you now
she said: write the book one peice?
I said: my name is opening the door... tell me your adress and I'll ask you from your father now...
and the peace is the end
********
اللي مافهمش حاجة مايقلقش ويقرا الترجمة دي:
عزيزي جمعة
أول امبارح كنت ماشي في السيدة وشفت حتة دين بنت
كانت بيضة وحلوة,
قلت: يا أرض احفظي ما علي
كيقالت: سم كده
قلتلها: ده انتي اللي سمسم يا جميل
قالت: نعم نعم يا روح امك... لم نفسك بدل ما ألم الشارع عليك يا عمر
قلتلها: أموت في القشطة، علي النعمة لاكتب الكتاب عليكي حالا
قالتلي: تكتب الكتاب مرة واحدة؟
قلتلها: أنا اسمي فتح الباب, قوليلي عنوانك وأنا اطلبك من ابوكي دلوقت
والسلام ختام
********

3/25/07

جـواهـر ياطمـاطـم


قالت الزوجة وهي تجمع الأطباق في حدة وانفعال:

لا بد من زيادة الميزانية يا خليل.. الأسعار نار والدنيا تغلي، وأنت لا تشعر بشيء

ثم تابعت: أنت عارف كيلو الطماطم بكم؟

قال الزوج بنبرة ود مهدئًا لزوجته: أنا عارف انها مجنونة، أقصد الطماطم طبعًا، فما زلت أذكر صوت البائع يصرخ: يا مجنونة يا قوطة، على كل حال ربنا يسهل وأشوف لي شغلة ثالثة، فقط ادعي لي أنتِ، كلك بركة

هي: اضحك عليَّ اضحك، من أين تأتي البركة، والحالة كل يوم في النازل، حتى الولد اللي صرفنا عليه عشرين سنة، قاعد من غير عمل

هو: البركة في الحكومة يا ست.. ولا "بلاش" ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم.. عمومًا إن شاء الله فرجه قريب، وأنا بعد الشغل الثاني الساعة التاسعة، سأذهب للبحث عن شغلة ثالثة أي عيادة ولا مستوصف، اشتغل ساعتين ثلاثة يزودونا قرشين ينفعوا.. فقط، ادعي لي أنتِ ادعي لي

قالها الزوج وهو يرشف القطرة الأخيرة في كوب الشاي ويهم بالخروج

هي: ربنا يفتحها عليك ويسترها معك.. ألف سلامة يا أبو إبراهيمودعت الزوجة زوجها وعادت توقظ الأولاد للمدارس

*********

خرج خليل من مدخل البلوك ونظر خلف المبنى.. مواسير الصرف يعلوها الصدأ والوصلات ترشح، ربنا يستر ولا تنكسر، فالحالة لا تتحمل بند إضافي، كفاية فواتير المياه والكهرباء ومصاريف المدارس

قالها خليل في نفسه وقد طفت على ذاكرته قائمة بالمشكلات.. ربنا يحفظنا

*********

على محطة الأتوبيس
وقف خليل مع جمعٍ كبير من الناس ينتظر، بعد دقائق وصل مينى باص شركات النقل الجديدة، الله يسهل له يا عم أجرته بجنيه.. أتوبيس آخر قادم من بعيد الحمد لله سألحق بالعمل.. ياالله.. أتوبيس مميز بـ50 قرش؟! عمومًا ما زال هناك وقت، هذه فائدة الخروج قبل الموعد بساعتين

قالها خليل في نفسه، وهو يتجاهل الأتوبيس المميز.. الوقت يمر يبدو أنني سأتأخَّر عن العمل.. بدا القلق على وجهه وتمتم: يارب الأتوبيس أبو ربع جنيه ييجيالحمد لله أتوبيس آخر قادم من بعيد الحمد لله.. أُف.. أتوبيس بخمسين قرش تاني.. أمري إلى الله.. بدل أن أتأخر، ويخصم مني نصف يوم، حار ونارهمهم خليل في نفسه ثم قفز راكبًا

*********

صوت الكمساري ينادي على خليل: تذاكر يا سيد.. تذاكر يا سيد

اصبر حتى أستطيع أن أقف جيدًا أولاً، أنا لا أدري كيف يكون هذا أتوبيسا مميزًا وبخمسين قرش ونحن لا نستطيع حتى نقف على أقدامنا..؟

قالها خليل وهو يخرج ورقة بخمسين قرش

ردَّ الكمساري ساخرًا وهو يقطع له التذكرة: مش عاجبك اركب تاكسي يا خويا.. بينما يشق خليل طريقه داخل الأتوبيس ليجد مكانًا يقف فيه، وقعت عينه على أحد الركاب جالسًا يقرأ جريدة فذهب ليقف بجواره

مكان جيد، من جهة أقف، ومن جهة اختلس بعض النظرات وأقرأ بعض العناوين، دون أن أضطر إلى شراء جريدة

قالها خليل في نفسه وهو ينشط في الوصول إلى جوار صاحب الجريدة قبل غيره

المانشيت الرئيسي: العبور الثاني، مرحلة تاريخية جديدة، قفزة نحو الإصلاح، المواطنة وتكافأ الفرص والمساواة في الحقوق والواجبات

يبتسم صاحب الجريدة ويهز رأسه ويقلب الصفحة
مناخ حقيقي للتنمية والاستثمــ.. لم يكمل خليل قراءة الجملة شعر أن صاحب الجريدة ينظر إليه, فصرف بصره إلى سقف الأتوبيس، وبعد لحظات عاوده الفضول فنظر إلى الجريدة مرةً أخرى، عنوان رئيسي: الغالبية في مجلس الشعب يوافقون من حيث المبدأ على التعديلات الدستورية

عنوان فرعي صغير: 93 من المعارضة والمستقلين يرفضون

مادة (1) تكريس مبدأ المواطنةعناوين أخرى

مادة (5) لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين

مادة (88) لا للمساس بهيبة القضاة

مادة (179) لا للإرهاب

تحولت الابتسامة إلى ضحكةٍ من صاحب الجريدة وقلب الصفحة

ارتفاع جنوني في أسعار الحديد والأسمنت.. الحمد لله لا عندي أرض ولا يمكن أفكر في بناء بيت في يوم من الأيام، ربنا يديم علينا نعمة المساكن الشعبية

قالها خليل في نفسه ثم عاد ينظر في الجريدة

*********

برنامج هالة سرحان.. وسمعة مصر.. مقال قراءة في ظاهرة فتيات الليل.. مقال آخريا عم.. استنى


شوية.. قالها خليل في نفسه وهو يرى صاحب الجريدة يقلب الصفحة
إعلان كبير: شريط جديد للمطرب الشعبي بحبك يا حمار.. العنب العنب.. السمك السمك
الصفحة المقابلة: ما زال الغموض يُحيط بسفاح المعادي

أخبار جديدة عن عصابة أطفال الشوارع

أغلق الرجلُ الجريدة وقام من مقعده لينزل من الأتوبيس.. خسارة لم أقرأ أهم صفحة.. صفحة الرياضة.. عمومًا لا مشكلة

هم خليل بالجلوس فرأى امرأة يبدو أنها موظفة أيضًا فنادى عليها لتجلس، فأقبلت بسرعة.. شكرًا يا أستاذ شكرًا

العفو.. عمومًا أنا نازل المحطة القادمة

توجَّه خليل إلى الباب ليستعد للنزول.. الحمد لله الشركة بجوار المحطة.. كفاية وقفة الأتوبيس............ ..

ما هذا الزحام؟ وما هذه العربات الكثيرة أمام الشركة؟ هل أخطأت في المحطة؟ أليست هذه هي الشركة؟! ماذا حدث؟ ما هذا الحشد الكبير من قوات الأمن أمام الشركة

ابعد يا أستاذ ابعد من هنا

قالها أحد الجنود وهو يشير بالهراوة في يده
تسائل خليل: يا افندم أنا موظف بالشركة وأريد الدخول، ماذا حدث؟

هذه تعليمات، لا يمكن لأحد أن يدخل الشركة، عودوا إلى بيوتكم

قالها أحد الضباط وهو يتجه نحو عددٍ من الموظفين الذين اجتمعوا ويريدون دخول شركتهم

ضابط آخر يقول بصوت أعلى: قلت لكم ابعدوا من هنا وعمال الوردية الليلية عملوا إضراب من أجل صرف حوافزهم المتاخرة

أصوات بعض الموظفين: يا نهار أبيض..! كل هذه الحشود من أجل العمال الغلابة، طيب واليوم سيحسب يوم عمل, ولا عارضة ولا إيه؟

قال الضابط بصرامة: ليس لي علم بهذه الأشياء.. المهم أن التعليمات ألا يدخل أحد الشركة وينضم للعمال

يا باشا والله.. ما لنا أي صلة بالموضوع.. وطول عمرنا ماشيين جنب الحيط

قال ضابط آخر مهددًا: لو سمحتم اتفضلوا، قبل ما أضطر أتصرَّف تصرفًا آخرأسرع خليل موجهًا حديثه إلى زملائه وبدأ كل منهم ينصرف إلى وجهته: ولا تصرف آخر ولا حاجة يا باشا سننصرف حالاً، ربنا يكون في عونكم، اتفضلوا يا إخواننا

أين سأذهب الآن؟، ما زال هناك 8 ساعات على موعد العمل بعد الظهر، عمومًا أرجع أستريح في البيت قليلاً حتى يحين الموعد

خليل يحدث نفسه وهو في طريقه إلى محطة الأتوبيس

عمومًا عندي وقت الآن أنتظر حتى يأتي الأتوبيس فئة الربع جنيه وقتما يشاء

جلس خليل ينتظر، لحظات وجاء أتوبيس لم يهتم خليل بمتابعته حتى توقَّف أمام المحطة، لكن المفاجأة أنه كان الأتوبيس المراد

عجيب أمر هذه الأتوبيسات..ركب خليل ونظر داخل الأتوبيس فوجد مقعدًا بجوار أحد الشباب، فجلس

*********

قال الشاب الجالس بجوار خليل: ما رأي حضرتك في التعديلات الدستورية؟ قال خليل في نفسه وبدأ القلق على وجهه: أنا قلت هو يوم أبيض النهاردة.. أكيد هو مخبر ولا مصيبة سودا

في حاجة يا أستاذ؟

نعم.. لا أبدًا.. أنا أسأل حضرتك.. ما رأيك في التعديلات الدستورية؟

خليل يحاول تذَّكر العناوين التي قرأها سريعًا وهو قادم: جيدة جدًا.. إنها مرحلة تاريخية جديدة، خاصةً موضوع المواطنة وتكافؤ الفرص والتساوي في الحقوق والواجبات، وأيضًا موضوع محاربة الإرهاب، فكلنا ضد الإرهاب الذي عانينا منه جميعًا

نظر الراكب إليه ثم قال: ما وظيفة حضرتك؟

ولماذا هذا السؤال؟ إنه مجرد سؤال فقط

موظف في شركة الغزل والنسيج

وما رأيك في أحوال البلد؟

أنا بصراحة ليس لي في السياسة، أنا رجل في حالي

يا عم سياسة إيه.. دعنَّا من ذلك، أنا أسال حضرتك عن الأسعار التي ترتفع باستمرار، عن معيشة الناس والبطالة، المواصلات، الإسكان، أقول الأحزاب ولا الحياة السياسية, ولا تداول سلطة ولا حريات ولا طوارئ

يا نهار أسود طوارئ هي وصلت للطوارئ

يا أستاذ.. التعديلات المطروحة مصيبة على الوطن والمواطنين على لقمة عيشهم وعلى حريتهم، لن أقول لك احتكار السلطة ولا احتكار الثروة ولا تقييد الحريات وغيرها وغيرها

زاد اضطراب خليل وقال في نفسه: يبدو أن هذا الشاب من الجماعة إياهم، وأكيد وراءه أحد من إياهم أيضًا أنا أفضل شيء أقوم من جانبه، أو أنزل من الأتوبيس كله

لو هذه التعديلات مرت ووافق عليها الناس فعلاً ستكون مشكلة، ولن يستطيعوا الاعتراض بعد ذلك على أي إجراءات سياسية أو أمنية تتخذ ضد مصالحهم

انتفض خليل من مكانه: أمنية؟؟ هي حصلت الأمنية، إلى هذا الحد وكفاية، وقال وهو يخرج من المقعد: بعد إذنك يا أستاذ أنا نازل هذه المحطة.. وأسرع بالقفز من الأتوبيس حتى قبل أن يقفأُف.. الحمد لله.. يا ساتر.. هذا الشاب كاد يورطني

*********

جواهر يا طماطم.. يا طماطم جواهر.. قرب فرصة أوكازيون.. قرب فرصة أوكازيون

صوت عال

لأحد الباعة ينادي: جواهر يا طماطم، ويرد عليه صبيانه بنغمة منتظمة مع التصفيق: قرب فرصة أوكازيون الصوت يأتي من عند العربة الكارو الواقفة عند الناصية

فرصة أعرف سعر الطماطم كما قالت زوجتي، وأثبت لها أنني أتابع الأسعار، وأيضًا أعمل لها مفاجأه وأشتري لها 2 كيلو من هذا الأوكازيون

خليل يشجع نفسه ويمشي نحو العربة

اقترب متحمسًا نحو العربة.. بعض المشترين حولها، منظر الطماطم لا يشجع الذباب يتجمع عليها، رائحة فاسدة تنبعث منها..

قرب فرصة أوكازيون.. قرب فرصة أوكازيون.. جواهر يا طماطم.. يا طماطم جواهر، وما زال التصفيق وما زالت النغمة منتظمة، ومن وقتٍ لآخر يأخذ البائع بعض الطماطم السليمة ويضعها فوق بضاعتههم خليل بالرجوع، ولكن النغمة والتصفيق وبعض الناس الآخرين من حوله كانوا يرددون

فعلاً فرصة.. كيلو الطماطم بأربعة جنيهات، أما هذا البائع يبيعها بجنيه ونصف

وترد أخرى: لكنها طماطم غير جيد

ةيا ست ننظفها، ونضربها في الخلاط.. ماذا نعمل, الحياة صعبة يا أختي

فعلاً الحياة صعبة.. اقترب خليل من العرب وبدأ ينقي بعض الحبات السليمة الحمراء فوجد البائع يضرب يده، وقال بصوتٍ جهوري مخيف: إيه يا أستاذ أنت حتنقي، مفيش تنقية، كله على بعضه، دي بجنيه ونصف، أنت عارف الطماطم بكام أصلاً؟

قال خليل متلجلجًا: طيب حتى ولو يطلع نصفها كويس يا معلمطيب.. أنت عايز كم كيلو يا أستاذ؟

اتنين كيلو يا معلم

ماشي نقي... ينقي،.. باين عليك راجل طيب.. نقي

انتهى خليل من انتقاء الحبات.. اتفضل الطماطم يا معلم

ماشي يا أستاذ

ما زال صوت التصفيق حوله والنغمة منتظمة.. جواهر يا طماطم.. قرب فرصة أوكازيون

أخذ الصبية الطماطم وسحبو كيس بلاستيك رديء ووضعوا الطماطم ووزنوها، اتنين كيلو يا أستاذ.. الفلوس لو سمحت؟

اتفضل تلاتة جنيه

أخذ المعلم الفلوس وأعطاه الكيس.. مشى خليل خطوات ثم أراد أن يطمأن على الطماطم، ففتح الكيس ونظريا نهار.. النصابين المخادعين كيف فعلوا ذلك؟.. حبتين أو ثلاثة فقط على الوجه والباقي من تحت مفعص وفاسد وأخضر وأصفر.. يا نهار أبيض

رجع خليل مسرعًا إلى المعلم وقبل أن يقترب من العربة ثانيةً، أرسل له المعلم صبيًّا من صبيانه مفتول العضلات ضخم الجثة

فيه حاجة يا أستاذ؟

قالها الصبي بصوتٍ عال وخشن وعيناه تتطاير شررًا.. وتابع يقول: أنت بنفسك جيت إلى العربة، واشتريت، ما حدش ضربك على إيدك، ولا إيه.. وبعدين عدم المؤاخذة البضاعة لا تُرد ولا تُستبدل

نعم.. نعم.. أنا المخطئ.. سلام عليكم

رجع خليل من حيث أتى، ومشى تجاه البيت مذهولاً، ماذا سأقول لزوجتي، ضحكوا عليَّ.. خدعوني.. يا خسارة الثلاثة جنيهات
*********

جواهر يا طماطم.. قرب فرصة أوكازيون

ما زال الصوت يعلو ونفس النغمة ترن في أذنه: لا حول ولا قوة إلا بالله.. ماذا حصل للناس الغش عيني عينك.. استرها معانا يا رب.. عمومًا أنا الغلطان، أهذه شكل طماطم أقف اشتريها؟!، وهؤلاء شكل ناس تبيع حاجة جيدة..؟

ما زال خليل يُكلِّم نفسه بصوتٍ مسموع..، بعض المارة ينظر إليه..لا حول ولا قوة إلا بالله.. الناس بتكلم نفسها، ما هي أحوال تجنن صحيح

انتبه خليل على كلام الرجل وأسرع في مشيته، لو رجعت بها إلى زوجتي، تبقى مصيبة، أمري إلى الله، أرميها، أرميها كلها، آخذ ولو ربع كيلو نعمله سلطة.. وقعت عيني خليل على سلة زبالة اتجه نحوها وفتح الكيس انتقى ثلاث حبات طماطم، إف.. رائحة لا تُطاق، أغلق خليل الكيس وألقاه في السلة، ووضع الحبات الثلاث في جيب الجاكته، واصل المشي بسرعة إلى البيت، ضرب الجرس

فتحت الزوجة الباب: يا نهار أبيض..! لماذا رجعت يا راجل من الشغل، يا نهار أسود.. إياك تكون اتفصلت؟

يا ست اتفصلت إيه.. فال الله ولا فالك.. عمال الوردية الليلية مضربين عن العمل ومعتصمين داخل الشركة، والأمن رفض دخول أي أحد الشركة.. قلت استريح حتى موعد عمل بعد الظهر... ماذا تفعلين أنتِ؟

كالعادة رتبت الشقة وغسلت المواعين وأجهز الأكل

آه صحيح.. في الطريق.. رأيت ناس تبيع طماطم، كان عندك حق.. الأسعار ولعت فعلاً.. وقفت اتفرج واشتريت نصف كيلو أخرج خليل الثلاث حبات من جيبه: خذي اعمليهم سلطة

نص كيلو يا رجل..! ويا ترى حلوة ولا... يا نهار أبيض هي دي طماطم يا رجل.! دي خضَّرا وصفَّرا ما تنفعش لحاجة أبدًا

همهم خليل: لو رأيت ما رميته

بتقول إيه

لا لا ولا حاجة.. العيال راحت المدرسة..؟

نعم.. والولد الكبير يا عين أمه خرج زي كل يوم يلف على المصالح يبحث عن عمل

ربنا يسهل ويكون في عونه وعون الأجيال القادمة كلهم.. ماذا تشاهدين في التليفزيون؟

آه صحيح.. برنامج عن موضوع واضح إنه مهم جدًّا اسمه الدستور.. هو إيه ده يا خويا اللي اسمه الدستور؟! وتعديلات كبيرة حيعملوها.. أكثر من نصف ساعة البرنامج شغال.. وكلهم يقولوا نفس الكلام بيقولوا بعد التعديلات اقتصاد البلد سيتحسن، والشباب يجدوا فرص عمل، والأسعار تنخفض، يعني معيشة المواطنين تبقى فلاستني استني
قاطع خليل زوجته، وجلس أمام الشاشة يستمع إلى المسئول الكبير: إنها فرصة تاريخية، وإنجاز سيغير وجه الحياة في مصر

صوت آخر يتداخل مع صوت المسئول الكبير: فرصة قرب أوكازيون.. جواهر يا طماطم

المسئول الكبير: مزيد من الاستقرار الاقتصادي، وتحسين معيشة المواطنين

مانشيت كبير يمر أمام عين خليل: ارتفاع جنوني في أسعار الحديد والأسمنت واللحوم والدواجن والعديد من السلع الأساسية

المسئول الكبير: هذه التعديلات هي صمام الأمان لمصر؛ لأنها تؤكد المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات

خليل يتذكر: اعتقال 39 من قيادات الإخوان ومصادرة أموالهم وتحويلهم للمحكمة العسكرية بعد تبرئة القضاء الطبيعي لهم

عنوان آخر: المحكمة تؤجل النظر في جنحة ممدوح إسماعيل

المسئول الكبير: في النهاية أنا أدعو الشعب الطيب ألا يستمع إلى صوت المغرضين الذين يشوهون كل جميل، وينكرون كل إنجاز

صوت المعلم يرن في أذن خليل: نقّي يا أستاذ نقي.. باين عليك طيب.. ويتبعه صوت صبيه ضخم الجثة: ماحدش ضربك على إيدك

مذيعة البرنامج: نشكر ضيوفنا الكبار الذين بينوا للمشاهد الإيجابيات والثمار العظيمة التي ستحققها حتمًّا التعديلات الدستورية

عادت النغمة المنتظمة المصحوبة بالتصفيق ترن من جديد في أذن خليل:

جواهر يا طماطم.. قرب فرصة أوكازيون.. جواهر يا طماطم

*********

-د.أحمـد ديـاب-
عضو مجلس الشعب

3/24/07

قصـة مأساويـة حزينـة


اليوم ليس كأي يوم مر عليك في حياتك
لماذا لم تعد الحياة بهذه البهجة؟
لماذا أظلمت الدنيا أمام عينيك؟
لماذا تشعر بهذا الشعور المقيت الذي يعتصر قلبك عصرا و يملؤنك بالمرارة؟
بالتأكيد تعرف السبب لكنك تحاول أن تتجاهله
لكن كيف بالله عليك, تتجاهل حقيقة أن حبيبتك قد تخلت عنك اليوم؟
الأسباب ؟؟ لا تعلم .. فقط تعلم أنها هاتفتك هذا الصباح لتقول لك:

لقد اتضح لي أنني لم اكن أحبك.. أرجو ألا تكلمني مرة أخرى لأنني سأرتبط بشخص آخر
وأغلقتْ السماعة في قسوة.. و أنت تمسك بالسماعة منتظرا أن تسمع تفسيرا ما
لا يهم التفسير
إنها لا تحبك و ستكون لغيرك.. هذا يكفي
هل تهم الأسباب بعد ذلك ؟
*********
تحاول أن تتناسى الأمر لكن الذكريات تلح عليك بجنون
هذا الكورنيش الذي كنتما تمشيان عليه معا
هاتفك المحمول المليء برسائلها يذكرك بها كلما نظرت إليه
لقد تغلغلت في حياتك حتى أصبح كل ما فيها يذكرك بها
تتذكر وعودها لك.. تتذكر أحلامكما معا.. تتذكر كل لحظة قضيتماها معا
ليس من السهل أن تتناسى كل ذلك في لحظات
أقل ما يقال أنها صدمة عصفت بكل ما في حياتك
ليس سهلا شعور الرفض هذا.. أن يرفضك شخص لمجرد أنك أنت
..يا للإهانة
*********
تحاول استعادة توازنك و تقديرك لذاتك.. لستَ سيئا لهذه الدرجة.. هي لا تحبك و هذا شأنها.. لكن ابنة الحاج محمود.. مثلاً.. تفعل.. أليس كذلك؟؟
ألا تهيم بك حبا؟
ألا يريد والدك أن تتزوجها لأن الحاج محمود شريكه في المصنع؟ على اعتبار أنه من الحكمة أن يكون زيتنا في دقيقنا كما يقول؟
كنت ترفض كل هذا من أجل حبيبتك.. كنت ستحارب العالم من أجلها لأنك تحبها و تظن أنها تحبك
و لكن كل شيء اختلف الآن
ها قد تخلت عنك أيها التعس.. فماذا عساك تفعل؟
من غير الحكمة أن تدخل في علاقة عاطفية بعد انتهاء علاقة أخرى.. لكنك لا تعرف هذه المعلومة , لذلك قررت أن تستعيد كرامتك.. و تقرر شيئا ما لو استشرت أحدا فيه لما وافقك عليه
تذهب لوالدك و تقول له أنك تريد أن تخبره بشيء مهم ما
نتفرد بوالدك و تخبره بأنك قد ندمت على عصيانك له.. وأنك أدركت أن من الحكمة أن تختار شريكة حياتك على أسس صحيحة
يشرق وجه والدك فتخبره أنك قد فكرت في كلامه و قررت أن تطيعه في موضوع الزواج
يبتسم والدك وتدمع عيناه تأثرا.. يحتضنك ويخبرك بكونه فخورأ لأنك نضجت أخيرا وبأنه يريد أن يفرح بك قبل ان يموت
تخبره بأنك على استعداد أن تذهب للحاج محمود اليوم لتقرآ الفاتحة.. فخير البر عاجله كما يعلم الجميع
*********
جالس أنت مع والدك في منزل الحاج محمود الفخم
تجلس بجواره ابنته الحسناء ناظرة للأرض في خجل.. تبدأ في التفكير في أن الفكرة ليست بهذا السوء كما ظننت
هؤلاء القوم يعرفون قيمتك ويرحبون بالأمر.. والفتاة تحبك فيما يبدو منذ فترة
ستقنع نفسك بحبها فيما بعد.. ستحاول و لن يكون الأمر مستحيلا
كما أن الموقف شفى كرامتك تماما
يا للروعة
" فلنقرأ الفاتحة جميعا "
قالها أحدهم فراح الجميع يقرؤون الفاتحة في خشوع
و لا الضالين.. آمين.. ألف مبروك يا جماعة.. ربنا يتمم بخير
........
تصلك رسالة على هاتفك المحمول في هذه اللحظة الجليلة
تقرأ الرسالة فتجدها من حبيبتك السابقة.. تقول فيها:

ما رأيك في كذبة إبريل التي أخبرتك بها هذا الصباح؟ كل عام و أنت بخير يا حبيبي.. أحبك للأبد
تفكر جدياً
حقا, من الغباء أن يكون المرء غبيا

ً *********

3/20/07

مبروك.. إبنك أصبح ببغـاء





أول ما يتعلمه الطالب منّا هو أنه: إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب.. ولأن أغلب الطلبة من ذي الدخل المكدود والفسحة ريالين ان ما كانت اقل ولم يسمعوا بالذهب إلا في قصص ألف ليلة وليلة فإن الذهب يصبح مطلبا استراتيجيا وعليه فإنه يجب أن يصمت ليظهر في سمت العلماء ومسوح الرهبان وابتداء بهذه الرشوة التي اعتقد أن مبدعها الأول كان صائغا أو ما شابه.. يدق أول مسمار في نعش حرية الحوار وجرأة الطرح
نتاج هذا الخط الانتاجي، بعد مدة من الزمن، هم من تشاهدهم على شاشات التلفاز لا يكادون يبينون حديثا.. كلمات مغرقة في العامية، صوت يأتي من الفجوج البعيدة حتى لا تكاد تسمعه ، أفكار أشبه بقطيع غنم بلا راع ٍ مشتتة في كل اتجاه لا يربطها رابط ولغة لا تسأل عن مدى وهنها وإثارتها للشفقة
*********
هذه التراكمات تجعل من ثقة الطالب في نفسه نسيا منسيا فيصبح غير قادر على نقد الأفكارالموجودة وبيان نواقصها ناهيك عن إبتكار أفكار جديدة ما يجعله إنسانا هامشيا كل دوره في الحياة هو الاستهلاك.. ماديا وفكريا.. وانتظار ما يحمله إليه الآخر من غير حول ولا قوه
بهذه السلبية يصبح بالضرورة إنسانا تابعا في كل أمور حياته إبتداء بما يقول وليس انتهاء بتخطيط مستقبله ومستقبل ابنائه فيما بعد ، فهو قد تعوّد التدجين.. فما الداعي لأن أفكر ما دام أن هناك من يفعل.. وهذا يؤسس لمجتمع مبرمج _ إن صح التعبير_ ممسوخ الفكر مدموغ بأفكار وعادات لا يعرف لها أصلا ولا هدفا ، لا يعلم ماذا يريد والأدهى أنه لا يهمه أنه لا يعلمفهو يعتقد بأن العقل كالبترول: وهو بالمناسبة يقارن كل شيء بالبترول لأنه لا يعرف سواه.. لحظه أظنه لا يعرفه أيضا ولكن لكثرة ما يسمعه عنه آمن بأنه شيئ مهم والسلام" طاقة ناضبة كلما استخدم أكثر كلما نضب بسرعة ، ولأنه يعتقد أنه سيعيش ما عاش نوح فهو لا يريد أن يقضي آخر عمره بدون هذا الاكسسوار الذي يرى أنه موروث ثمين, وسوف يكون وضعنا كارثيا بحق إن ورث هذا الكنز لأبنائه لنعيش نحن وأبناؤنا من بعد مع هذه المخلوقات
*********
بوصوله إلى هذه المرحله يكون الطموح قد أ صبح شيئا أشبه بالديناصورات ومخلوقات ما قبل التاريخ لا وجود له ولا طريق إلى إعادته إلى الحياة. وهو مؤمن برشوة أخرى من نوع آخر ولكن لها مفعول السحر عند هذا النوع من الناس.. القناعة كنز لا يفنىولا أدري من هذاالخبيث الذي يربط كل حكمه بالكنوز والأموال وهو يعلم بأنها نقطة ضعف لم نجد لها حلا عبر التاريخ وليس عدم بحثنا عن حل مبرر لعدم وجوده
ما تفعله مدارسنا ليس تعليما , وعندما تسمي إدارات التعليم نفسها بهذا الإسم فهي تحسن الظن بنفسها كثيرا . فما يمارسه المعلم في المدرسة يمارسة مدرب الحيوانات والطيور في السيركالتلقيـــــــــــن.. الببغاء يؤدي دوره ببراعة والناس تصفق له ولكن من ينحني للتصفيق هو المدرب.. المدرب يدعوك لترى براعته في التلقين وليس عبقرية الببغاء ، فألف ببغاء في الغابة لا تستطيع فعل ما يفعله ببغاء السيرك وكذلك يفعل المدرس في حفلات نهاية السنه... الببغاء لا يأتي بجديد فهو يردد ما حفظه تحت إغراء الغذاء وأبناؤنا يرددون ما حفظوه تحت تهديد العصا
*********
الببغاء يردد قصائد نزار وأبناؤنا يتعلمون الأدب العربي لاثنتي عشرة سنة ثم ماهي النتيجة؟؟خريجو الجامعات وأبناء نخبة المجتمع والطبقة المخملية فيه الذين توضع كل مكتبات الدنيا تحت ايديهم ومهرجانات الارض تتوقف على حضورهم يتسابقون لنشر نتاجهم الأدبي الثمين في المطبوعات الشعبية الرخيصة شعرا عاميا سقيم اللهجة مريض البنية يشبه وجوه الصينيين كما قال احد المتابعين حتى أنه لا يستطيع أن يفرق بين أكثرها ألا من أوتي من دقة الملاحظة حظا عظيما
يجب أن نتدارك أبنائنا وأن نعلمهم أن طريق المعرفة يبدأ بسؤال وتساؤل
يجب ان نتحمل مسئولية جيل قادم وأن نطلعه على ما يمتلكه من قدرات عقلية يكون من كفر النعمة عدم استخدامها
يجب أن نعلمهم أن يروا الأشياء بشكل مختلف وأن لا يستكينوا لتفسيراتنا الهزيلة
*********
إفعلوا ذلك قبل أن يأتي يوم نصطف فيه صفوفا كالأنعام في ساحة المدرسة نحدق فاغري الأفواه في
مدير مدرسة أغنامه أهم لديه منها يقول لأحدنا: مبروك إبنك أصبح ببغاااااء
*********

3/9/07

فنون التسويق الحديث


وقف الأستاذ الجامعي يشرح للطلبة مقدمة عن فنون التسويق الحديث

********

افترض أنك في حفل ورأيت فتاة جميلة وجذابة، ثم ذهبت إليها

وقلت لها: أنا رجل غني جداً، هل تتزوجيني؟
هذا ما يسمى بالتسويق المباشر

********

افترض أنك في حفل مع أصحابك ورأيت فتاة جميلة وجذابة، ثم ذهب إليها أحد أصدقاءك وأشار إليك

وقلت لها: انه رجل غني جداً، هل تتزوجينه؟
هذا ما يسمى بالدعاية والإعلان

********

افترض أنك في حفل ورأيت فتاة جميلة وجذابة، ثم ذهبت إليها وأخذت رقم تليفونها وبعد أن رجعت منزلك اتصلت بها

وقلت لها: أنا رجل غني جداً، هل تتزوجيني؟
هذا ما يسمى بالتسويق الغير مباشر
********

افترض أنك في حفل ورأيت فتاة جميلة وجذابة، ثم ذهبت إليها وأنت تضبط رابطة عنقك ثم أتيت لها بمشروب وجلبت لها حقيبتها من الأرض بعد أن اوقعتها هي متعمدة ثم فتحت لها باب سيارتها وعرضت عليها ان توصلها بنفسك ثم

قلت لها:على كل حال أنا رجل غني جداً، هل تتزوجيني؟
هذا ما يسمى بالعلاقات العامة

********

افترض أنك في حفل ورأيت فتاة جميلة وجذابة، ووجدتها هي تأتي إليك

وتقول:أنت رجل غني جداً، هل تتزوجني؟
هذا ما يسمى بالطلب الفعال المفاجئ

********

افترض أنك في حفل ورأيت فتاة جميلة وجذابة، ثم ذهبت إليها

وقلت لها:أنا رجل غني جداً، هل تتزوجيني؟..

ففاجأتك بصفعة قوية جميلة على وجهك
هذا ما يسمى بالتغذية العكسية - رد فعل المستهلك

********

افترض أنك في حفل ورأيت فتاة جميلة وجذابة، ثم ذهبت إليها

وقلت لها:أنا رجل غني جداً، هل تتزوجيني؟
فنادت على زوجها وعرفتك به
هذا ما يسمى بالفجوة بين العرض والطلب

********

افترض أنك في حفل ورأيت فتاة جميلة وجذابة، وبينما أنت في طريقك لها فوجئت برجل آخر يتقدم إليها

ويقول:أنا رجل غني جداً، هل تتزوجيني؟
هذا ما يسمى بالمنافس الذي أخذ حصتك من السوق

********

افترض أنك في حفل ورأيت فتاة جميلة وجذابة، ثم ذهبت إليها وقبل أن

تقول: أنا رجل غني جداً، هل تتزوجيني؟..

فوجئت بزوجتك تأتي
هذا ما يسمى بعوارض اقتحام الأسواق الجديدة
********

انا بصراحة وبعد تفكير عميق
فكرت انى اعمل بلوج تانى خاص بالمواضيع المنقولة اللى بتعجبنى
عشان فى ناس بيحصل عندها تداخل بين اللى بكتبه وبين اللى بنقله
ونظرا لان انا المفروض اكون من اول المحافظين على الملكية الفكرية
وحقوق المؤلف
فانا هنشر هنا الموضوعات اللى بتعجبنى ولو قدرت اجيب المصدر كمان هكتبه
ويارب الاقى تفاعل
ويارب ذوقى فى اختيار الموضوعات يعجبكوا